صراع بين حياتى وحياتك

لا اريدك ان تتخيلى معي بل اريدك ان تعيشى معي اللحظات وتشعرى بها تتداخل في عمق حياتك تمتزج بروحك ولو لفترة قراءتك لسطوري القليلة

دعيني اسالك ؟ كم مرة شعرتى بالوحدة ؟

شعرتى بالفراغ القاتل وان هناك شيئ ما يلاحقك شيئ قاهر اسمه الملل

تضيق انفاسك تعتصركى الالام وتخنقك فلا تجدى الا الدموع مهربا

تسيرى بعيدا كي لا يشاركك الاخرون حزنك انكى لا تريدى ان يكتشفوا ضعفك

رغم انكى تحتاجى الى منديل احدهم لتجفيف دموعك وكلمة مواساة لتغسل جراحك

لكنكى تصمتى ؟

لان في اعماقك صوت يدعوكى للانطواء بعيدا عن الاخرين

تلتزمى السكوت لان طيفا ما يعيش بداخلك يزرعكى بالاوهام فيسقط الليل باكرا في حياتك

كلنا هكذا

تساورنا الشكوك وتأسرنا الوساوس كلما اردنا ان نتقدم خطوة الى الامام نعود الى الخلف خطوات

خوفا من السقوط او الانزلاق وحين نثور نصرخ ونصرخ

ونتساءل من اين ياتي هذا الصراخ ؟

شخص ما يتحدث بدلا عنا ليس العقل ولا القلب ولا الضمير

انها روح شريرة تظللنا بالاوهام تقتل فينا روح الانسانية فلا نرى الا الظلام الحالك

لا تبتئسى مثلي لان حساباتنا مجرد افتراضات فكلنا سنموت

لما تتمنى الموت بعد ان يملأكى شيطان روحكى بالبؤس

أتعلمى لما خلقت ؟

هل تساءلتى يوما ان كنت قد اديتى رسالتك في الحياة ؟ هل زرعتى الامل في نفس مريضة؟

هل وزعتى الابتسامات على الفقراء؟ ان كنتى لا تملكى المال

هل حضنتى يتيما ما وساعدتى شيخا ؟ بل هل استطعتى ان تملأى غربة نفسكى بالايمان

وحب الله وحب الناس اجمعين ؟

اننا اليوم هنا وغدا راحلون عن عالمنا هذا انه جميل ان كنتى انتى لا تراه

فانظرى اليه بعين الامل والحب انه جنة فيحاء ان اردتى وجحيم محرقة ان احببتى

فكونى كما تريدين لكنكى ستبقى مجرد انسانه تطاردها الاحلام

وتحدوها الرغبة في العيش بسلام فلما تغيرى الرغبة الى رهبة مثل فيلم رعب مخيف

تطلقى الرصاص لكنكى لن تعتقلى الاشباح

لما تكرهى وانتى تجيدى الحب ؟

لما تحقدى وانت تعرفى كيف تسامحين؟

اجبينى. ثم امضى الى حيث تشائين لان الله سطر لنا الحياة مثل خيط رفيع ان شددتيه بشدة انقطع

دعى عنكى التباهي والغرور والتعالي على الناس لانكى اقل من اي شيئ آخر

لا حول ولا قوة لكى الا باذن الله تعالى فامددى يدكى للغير

وابسطى قلبك للكل بالحب والاخاء فكلنا اليوم هنا كما كان غيرنا بالامس

ولكن غدا نحن مسافرون دون رجوع

فصافحيني وسامحيني انيوم أنا اخطات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه 2005
محاسب محمد حامد