[photo]20101541[/photo]
سألوني كثيراً والحوا ليعرفوا:
من هى؟ أو من أنت؟ ما اسمها؟ ما شكلها؟ من تكون؟ كثيرة هي أسئلتهم ولكن ما كنت أدري بأي حروف أو كلمات أرد تلعثم لساني واحتار دليلي عدت للوراء كثيرا واسترجعت شريط ذكريات لم تمحوها السنين وأيام أتأمل سطور عمري أقلبها حرفاً حرفاً وبكل حرف كنت أجدها فيه
هم في شوق كانوا ينتظرون بم سأجيب عنها سادت لحظات صمت عميق ولكني نطقت قلت هى ساكنة بروحي وبدمي قد أكون أعرفها ولا أعرفها وقد تكون أنتى وقد تكون هنا أو هناك وقد لا يتسعها مكان ولا زمان وقد يكون وهم وخيال واقع بلا حقيقة أو تاريخ وعنوان
توقفت وقلت: في لحظة وعبر الزمن مررت بى طيفا وحلماً ضائعاً أملاً بعيداً يعجز أن يدركه بصري أو تمتد له يداي وقد تكون أنتى بين ضلوعي وبنفس حيائى وبعمق قلبي وروحي وبين كل جنبات حياتي وبأدق تفاصيلها جميل أنتى أنظر إليكى كأني أرى بدرا أرى ملاكاً بريق جماله في أدق معالمه
أنتى أنتى حي أم ضمير غائب؟ أم غريب ما عاد يسكن هذه الدياروفارق الأخلاء وبقي منتظراً صامتاً تتجاوز الذكريات مسافة قلبه وتخطو بالحنين إلى عبرات وأنين وسائره بين أدراج الرياح بلا اتجاه
ما عدتى تدركى الحقيقة بين محيط الشبهات؟ اما اناأنا عاندنى الزمن حتى اختلط عندي الواقع والمجهول الحياة والموت المر والحلو وكانت كل المتناقضات تمتزج في تهزني حتى أجزم أن لا أحد غيرى يحتوينى قد تكمن في قصة حب معلقة بين السماء والأرض إنها قصة تغرق في دراما تعزف أوتارها لحنا واحداً وحزناً مرسوماً على عتبة زمن طابعه مادي يدمر فينا كل شيء حتى قلوبنا تسخر منا ومن أقدارنا يحطم عقولا
سألوني كم مرة التقي بك
قلت: تمضي بنا الأيام أم نحن من نمضي؟ التقينا بلا موعد ذات يوم جاءني صوتها الحنون يهمس لي لنبقى هنا قلت آه آهات حارقة لا تعرف السكون كانت نظراتنا حائرة هائمة لا لاتستقر تستجدي شيئا كنت استشعر ببكاء لا تجف له دموع في هذه اللحظة عصفت بي رياح ذكرياتي نعم أعزني حبك أنتى من هزت وجداني وفي لحظات أخرى جعلتيني أتأرجح ما بين الحنين والأنين حبك لم يسقط إرادتي نعم كنت جرحي وفرحي آه يا عمري نعم كلماتك بكل حرف مجرى قلب شريد حزين أنتى يا من سرقت السنين وأبقيت لحظات قصيرة من العمر نادرة يا من أسدلتى ستار آخر خريف
أكنت قدري؟ ومن يهرب من قدره؟ قالوا لي : صفها لنا ضحكت كثيرا وبكيت قليلا لا أجيد لغة الوصف فالجمال عندي له رونق آخر ومقاييس من نوع فريد
قالوا: عيناه ما لونها؟ قلت لهم : بعيونها أسرار الحب والحياة ما أجملها بها غرابة شديدة تسحرك تطل من خلالها على نافذة الحياة ترى اشراقة شمس الحرية وغروب النهار عيناها تأخذني بعيدا لمسافات وساحات شاسعة تغرقني بمكنوناتها تسير بها بخطين متوازين أبعد من أن أصل لشيء محدد
يا
حبيبة الروح حاولت أن أصفك أو أن أرسمك ولكن كان علي اختيار الألوان وعندها أيقنت أني لا أعرف بأي لون وما معنى كل فنون الرسم
فقط كانت كل الألوان: لون سواد عينيكى بقدر ظلمتها بقدر رقتها واسعة رغم ضيق المسافات تتحدى كعين عصفورة دامعة بشوق تفيض بروعة الحنان
قالوا: تحلم وقد فاتك الكثير الكثير
قلت: مازال في العمر بقية
قالوا: قد تكتب هى كلمات النهاية
قلت: وما أدراكم؟ هناك أقدار وهنالك لقاءات بلا مواعيد أكان الحب ملكا لأحد؟ وهل مكتوب سر سعادة على الجبين؟ قد تكون الآن بعيده وغدا أقرب لي من حبل الوريد
حبيبة الروح إن بقي بجسدي روح وبقلبي نبض أبقى أنتظرك تعلمت أن الأقوى من يحتضن بين ذراعيه أجمل ذكريات العمر ومن يزهو بنفسه عن شهوات الدنيا ومن لا يقف كثيراً في منتصف الطريق ومن لا يكرس حسراته عند مفترقات الألم والفشل ويظن انه الخاسر الوحيد
حبيبة الروح هو اختيار وقرار لا قسمة ولم تكن ذات يوم مسألة أرقام تعلمت أن تنطلق بقيد حب فريد أقوى من قيود تنتظرها للوهلة الأولى تعلمت أن السعادة تعظم بداخلنا كلما اقتربنا من سر العالم الآخر سر به الخلود لا الوجود
أراكى تقول نعم لي أو تهيم بقولها وإنما يستوقفك شيء كبير أتراه أكبر من حبنا لالا تجيبيني الآن ودعيها لقلبك فهو يعرفني أكثر من ذاك العقل الذي يفكر بصوت يدخل إليكي عبر الإذن فهو متردد لا يستقر على رأي
هل تظنى أن الزمن ينسى وأن مرور الوقت يطوي الذكريات؟ لا ولا اقرأ كتب التاريخ وابحث في الأشعار والأدب فنبضات القلب لا تتشابه وإن دقت بوتيرة واحدة
الحب له نبضات من نوع خاص لا ينسى ولا يستبدل ولا يموت بالتقادم محاولات نسيان الحب كانت تبوء بالفشل ومن افترق من الأحباب عاشوا حياتين منفصلتين مشوهتين أو قل مزيفتين
حبيبة الروح أنتى تستحق الحياة بمذاق آخر أنتى اخترتى أن تكونى أو لا تكونى لا أن يفرض عليكى من تكونى كنتى ضحية ولنفسك جلاده ورغم كل شيء كنتى أنتى لم ولم يخب حدسي وبقي عنوان حبك دليلي نعم أفتقدكى نعم أشتاق لكى أعلم أن الذنب ليس ذنبك غلبتكى أعذار أكبر منكى نعم عانيتى أنتى وكنت أنا
أعلم أن قصتنا تمر بطريق ضيق ذي شوك كثيف يخترق الجسد يجرح فيدمي قلباً أحبك القلب يقطر اسمكى تعالى وكونى لي سيدتى قارباً فقد شراعه فترك الريح تتقاذفه وتتقاسم تعذيبه مع الأمواج أيا قمراً بهت بريقه وكان يهدي كل العشاق
هل نسيتى بأني الشراع وأنا البريق؟ أخشى عليكى الضياع فما أنتى إلا أنا وما أنا عنكى ببعيد إلا دمعة وآهة وحصنا بلا قلاع
ثقى أني ما كنت رافضا ولكنكى أنتى اكتفيتى تجرعتى كل الآلام نعم مكابره عنيده قبلتيني أنتى نعم وفى ذات الوقت قبلتى أعذاراً أكبر منكى نعم تركتى باب القرار على مصراعيه وبقيتى صامته وحيده اخترتى الغربة حتى عن ذاتك نعم مغيبكى يقترب مني ومنكى أنتى ولكنك لم تكثرى بكل بهاريج الحياة ولم تقبلى بديلا عني وتحديتى وصنتى الود ولم تكسرى قيد حبي بيديكى نعم بكيت منكى لأنكى أنتى أنا وما تخليت عنواني وشهادة ميلادي أنتى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه
2003
محاسب محمد حامد