قالت :هل تجلس وحدك هنا كثيرا ؟التفت لها وتأملتها للحظة ثم أفسحت لها لكى تجلس
وأنا أقول : أحيانا ليس دائما أحب العزلة بطبيعتي
وتأملت أمامي المنظر الهادئ من بحر وأطفال يلعبون هنا قلتها ثم صمتنا
وهناك والشمس تقترب من الرؤوس تكاد تحرقها والنسمات الصيفية تكاد تكون معدمة
الجو حار جدا
نعم جدا
نظرت إلى المدى البعيد وقلت بصوت هادئ : كل هذا الجمال والحياة أشعر بأن اليوم لا يمكن أن يحدث به سوء
ابتسمت رغما عنها وقلت لى : كل هذا بسبب الجلوس علي الرمال أمام البحر
رددت قائلا : ربما أكثر وربما اقل دائما الجمال يأتي أحيانا من ابسط الأشياء
فمن لم يعشق هذا النهار لن يعشق أبدا
قالت لى وبكل جرأة : ياللروعه انت عاشق
حينها عبثت بيدي فى الرمال وقلت لها : في هذا اليوم وهذا الجمال لا يمكن أن لا أكون عاشق ولو للحياة في حد ذاتها
وكأن العمر بأكمله معزوفة وكأني اسمعها لا بل المسها
لا ادري ولكني ولأول مرة لست وحدي بداخلي إن أمواج الكون بأكمله تموج بداخلي
بل أنا معكى
قالت وهى متلهفه: أين ؟تنهدت ولم أتكلم كنت أشعر بها
وأشعر أنها رحلت وسط أمواج البحر
وان روحها لم تعد معي
إن كيانها بأكمله يحلم بكل شيء نظرت حولي وعبثت قدمى بالرمال تحاول بشكل ما رسم معزوفة حياتها
فقلت لها : و لنكن طفلين
فلمست يدها يدى وتساءلت في دهشة
كيف ؟ نظرت اليها فوجدت شعاع قمر فى وضح النهار ويتساقط على الشاطىء ضوئه
وقلت: لنكن طفلين نسيهم أبواهم لنرقص نفرح وما الذي يدعنا أن نشيب أو نكبر
تنهدت وتابعت قائلا في مثل هذا اليوم لا يمكن أن يحدث شيء سيء
نظرت لى والدهشة تحيطها وقالت : لم أراك هكذا قط وأنت دائم الخوف والحزن كأنه مسك سحر
قطعتها قائلا : ولكن تري أي سحر أيكون سحر الكون أم سحر الصبية الذين يلعبون الذى تتحدثين عنه
وفجأة نظرت الى قائله : ابتسم يا حبيبي
فلقد وجدتني ومن وسط حيرتي ابتسم
فتبتسمت عيناى لها
تابعت قائلة : وأنظر نحو الصبية اللذين يلعبون في مرح
فنظرت ولكن صدى جملتها ردد فى أذنى
( ابتسم يا حبيبي ) زلزلت الكلمة كياني مددت يدي المس يديها الصغيرة أساعدها علي النهوض
وأنا التفت للخلف أتأمل مكان جلستنا كأن الرمال تذكر ما قلنا
ولعل ( ابتسم يا حبيبي) تظل هنا للأبد حتى بعد أن أرحل وترحل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه
2009
محاسب محمد حامد