جلست قرب شاطئ البحر ساعة المغيب أراقب عناق الشمس للافق
وامواج البحر تشاكس صخور الشاطئ الحائرة وتعبث برمالة الحزينة
كانت نسمات البحر تداعب شعرها الليلي الطويل وهي شاردة الذهن مشتتة
الافكار
سرحت بعيدا عما حولى وهى فى تلك الاثناء تراقب تلك الطيور المهاجرة الى
البعيد
وكأنها تسرق الروح معها فيخفق قلبى بشدة حينها شعرت بها
شعرت بموجة متسللة لتسألنى
مابال قلبك ايها الصغير؟أأغراك حب جديد لاح في الافق ام مرت عليك اطياف حب غاب عن
الوجود ؟
اجابتها : ايتها الموجة الراقصة على أوتار القلب
اراكى تعرفين اي حب اعيش
واي شوق خطف القلب من مكانة الى ارض بعيدة
انة حب مسافر دائما كتلك الطيور التي تحلق في الافق ولاارض لها
هو خوف وانتظار كمن ينتظر غيمة زائرة لتمطر ارضة العطشى او كظل ساعة
الاصيل زائل
انه حب وقع على درب حياتي بغير موعد
لحظة عابرة وربما ثمينة حب لايعرف للاستقرار معنى
وما اقساة من حب وما اطول مسافات انتظاري لذلك الحب المهاجر
ارض قاحلة لم تزرع والحان لم تسمع ولوحة لم تكتمل معالمها
جذبتنى الموجة وصرخت فيها قائلا: انه قلب شارد لن
تجدية واحاسيس ممزقة بينك وبين ارضة الام
وحتما سيشدة الحنين اليها ويهجر قلبك المسكين
اجابتها : لكنني ياموجة البحر العابثة سأرحل
اليها حتى وان صعدت الى عين الشمس
سأحترق بحبها وسأنسى ماكتبته علي الاقدار
سأحبها حتى وان تناثرت مشاعري على طرقات الضياع
قالت الموجة لى حائرة: ماذا تريد من حب طائر مهاجر لاتعلم
متى يترك ارضك ويعلن الرحيل ويسفك دماء قلبك المسكين ؟مامن سبيل لحبك تلك الطيور المهاجرة لاتستوطن ارضا ولا تزرع فيها
نبتا ولا تروي عطشا
فقلوبها تعشق الرحيل دوما وارواحها معلقة بالسفر
لا اظنك تدركين مشاعري ايتها الموجة العابثة
لقد ادمنت عشقها وانا اعرف مرارة الخيبه تحاصرني تلك الطرقات
المسدودة والاحلام المقتولة في زواياها
ولا ادري
كيف سمحت لذلك الحب بالعبور الى ساحة قلبي واستيطانها
؟اذكر حينما حط رحالة في مدارات روحي اننا توغلنا في عشقنا المجنون
واستقيناه من نزف ايامنا
اشرقت علينا شمس نهار شتائي قصير لم اعرف اننى أهوى السفر وأعشق
الرحيل وأن ايامى قصيرة عندي
ومايلبث ألا ويرحل حاملا معى الذكريات فقط مغمدا سكين شوقة في صدري
وها انا ذا اقف على شاطئ الطرف الاخر من الارض وبيننا مسافات من الشوق
والحنين
تغتالها سنين الفراق الطويلة فحبنا ليس له روح ولامكان في عمرنا
المغدور
لم اعد قادرا على حبها ولم اعد قادرا على نسيانها تذكرني بها تلك
الطيور المهاجرة ساعة المغيب
ويبقى في قلبي ذلك الالم العميق وبقايا امل رقيق
فعودي لبحرك ايتها الموجة الرقيقة واتركي قلبي يرحل مع تلك الطيور
المهاجرة
فوداعـاً أيها الحب المهاجر عنـدما يغادر الحب ويهـاجرنـا
ويبتعــــد
حين يحين الرحيـل وتصرخ الدموع ويهجـر القلب الراحه والبهجـه
تبــدأ القلوب في النزف والانين والقلم تفيض محابره
وتجر حروفه على الورق منكسره متصدعه ومتمزقه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2008
محاسب محمد حامد