جلادي الحبيبكنت أتمنى أن لاأراكى
كنت أتمنى أن لاأذكرك
لكن ذكرياتي معكى تحفر روحي وتغرسك فيها حتى الجذور
جلادى الحبيبتعالى أحدثكى عني فمنذ هروبي وأنا لم أستطع حتى أن أنظر يوماً خلفي خوفاً منكى
تعالى أحدثكى عن حياتي وقد أصبح لي حياة
في هذه الحياة شيء يسمونه الحب يعيشون من أجله ويموتون من أجله
يستخدمونه للعيش بسلام يقتنعون به
يأكلونه ويتنفسونه بحرية
عندما خرجتى من سجنك ظننتى أن وباء ما قد حل
وصفعت نفسي أن لاحياة لي مرة أخرى
لكن
أتعلمى ؟ هذا الوباء جميل أبيض ناصع
رائحه طُهره عدوى تنتشر عبر القلوب فقط
طعمه يذكرك ببقايا حليب ارتشفتيه يوماً فى صباحك
جلادى الحبيب سألوني
من أين أتيت ؟ فما علمت
من أين ؟فأنا لااذكر سوى زنزانتي الفردية
وفتحه في السقف يسمونها هنا نافذة
نعم صحيح هنا في هذه الحياة نوافذ جميلة مزينة
لاتشبه نافذة زنزانتي في شيء يأتي إليها الهواء حاملاً معه نشوة الحريه
أظنك لا تعرفيها يالجمالها وغرورها وطموحها
تدخل غرفتى ببساطة وتخرج منها كذلك
أتصدقى أن نوافذى بلا قضبان ؟ يقال هنا أن لاحاجة لكى
ويسترقون من بعضهم نظرات غريبة
رأيت دمعه على وجهك وكانت تعني لى الشفقة
لديهم هنا أقفال يرمونها في كل مكان و لا يغلقون أبوابهم حتى
لديهم هنا أغطيه من حنان وماء عذب يسقون به بعضهم دون مذله
هنا يتحدثون عن أيام لها أسماء عن أعياد وفرحة
يتحدثون عن شيءٍ اسمه الفجر وهو حد فاصل مابين الظلمة والنور
يشبه ماحدث مع نفسي وأخرجني من عذابك
جلادي الحبيبإنهم يعلموني الأبجدية
فأنا لم أقرأ يوماً سوى تفاصيل تجاعيد وجهك ويديكى
لم أقرأ يوماً سوى قوةِ غضبك العمياء وخشونتك الغبيه
اكتشفت أشياء كثيرة
اكشفت أن هنالك كلمات نعم كلمات
هنالك كلمات تخرج من القلب
مثل الآه العظمى الوحيدة التي كنت أتفوه بها
أتعلمى للآه وقع خاص في نفسي فلقد كنتى صديقتي
سمحتى لي بأن أصرخ من خلالك بأعلى صوتي
وأفرغت دماء كنت قد حفرتها على ظهري
كفانت عزائي في تلك الوحدة وقبل هروبي خبأتها علها تنام ليله بأمان
جلادي الحبيب مازلت أسمع حتى الآن ترنيمة السوط الساخط على جلدي
ومازلت أصلي لراحتك
فلطالما تمزّقتى وأنتى تلفى جسدي وتسرقى منى الجسد
ومازلت أحفظ مكان كل جرح سببتيه لي ومازالت تؤلمني حتى الآن
مازلت اسمع صخب مفاتيح عمري التي علقتها في صدرك
تهذي باسمي دون فائدة تذكر
إنما صدقينى
أنا أحبك نعم أحبك
لا تتفاجأى
كلمة تعلمتها في هذه الحياة تعبر عن شعور عميق وجميل عن معجزة كبيرة
يهديها الله لأحدنا تحول تفاصيل حياتى إلى نعيم
فإنهم هنا يكتبونها بندى دموعهم واشتياقهم للعناق
جلادي الحبيبتعالى إلى هاهنا
فأنا في مكان لم أعد أشعر بوجود الألم فيه حتى و أن كان هذا بفضلك
تعال إلى أعلمك الحياة كما علمتيني الألم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2010
محاسب محمد حامد