سألتك لم تغيرتى؟اين مشاعركَ التي كنتى تمطريني بها ؟
والتي غذت بي الحب والحيوية والأمل
عندما كان كلامك ومناجاتك كعقد اللؤلؤ ذو الحبات المنتظمة والمتناغمة بأحجامها
والذي انفرط لتتوزع حباته في كل مكان من نفسي لكي لا تترك مجالاً الا ولمساتك فيه
فرطت هذه الحبات وضاعت في خبايا نفسي
أجبتني :ان مشاعر الأنسان تتغير وانت تغيرت مشاعرك
فأجبت : هل يمكن ان تتغير مشاعر الأنسان فجأة وكأن سكين حادة قامت بقطعها ؟
ننام لنصحى ونرى انفسنا قد تغيرت مشاعرنا تجاه من نحب اياً كان نوع الحب
وكذا اقول ان المشاعر الحقيقية لايمكن ان تتغير
فكيف يمكن لمشاعر ان تتربى وتنضج وتتغير بهذه السهولة؟
احياناً تخترق علاقات الحب لحظات جفاء ويتسلل الملل اليها
وممكن ان تؤدي حتى الى جرح المشاعر والأحاسيس
لكن في الحب الحقيقي نختلق الأعذار والتبريرات لتصرف الحبيب
هذا هو الحب الحقيقي والمشاعر لاتتغير
اذن اقول: لم تكن المشاعر موجودة اصلاً لكي تتغير
انما الموجود مشاعر خداعة وفيها غشاوة
ممكن للمشاعر ان تذوي شيئاً فشيئاً ترتعش
واذا سقيناها ربما تعود واذا لم نسقها عندها ستموت
لكن تبقى آثارها وبقاياها مختبئة بأعماق النفس
أنا اتذكر اتذكرى أنتى؟
كيف رميتى بذرة في ارض صحراء؟
كنت اتخيلها صحراء ونحن قريبين من بعضنا
ولكن حين ابتعدنا بدأت تسقي وتداري لحين ما انبتت وغرست جذورها في العمق
واصبحت شجرة كبيرة وعملاقة
وجأتى انتى تريدى قلعها
كيف يمكن قلعها ؟كيف يمكن قلعها وجذورها غارسة ؟كم من الأذى تسببتى وأنت تقلعى وتقلعى ؟
ألا تعرفى ان قلع الجذور كتحطيم العلاقات وكسر القلب ؟
لا تحدث صوتاً لكنها تحدث الكثير من الألم
انتى تحاولى قلع جذور البذرة التي زرعت
أتريدى ان تعرفى طريقة اسهل لقتل جذور الشجرة التي زرعت؟
ان تميتها موت الرحمة بدلاً من الموت المتقطع بالقلع
وعندها سترى هذة العملاقة تنهار امامك خالية من نضارتها والوانها الزاهية
لتصبح كومة من الأوراق والأغصان اليابسة وبلون مغبر
وعندها ستنظرى اليها ووتغوص اصابع الندم
لأنك قتلتى الحياة في هذا الكائن الحي الذي كان يزهو بالحياة والسعاده ويسعد من حوله
وترى الحزن والكآبة قد غطت كل ذاك الفرح والأمل
لم يعد هناك معنى للمشاعر التي اصبحت كالمد والجزر
أأأه أأأه والف أأاه مما اعاني بداخلي قهروألم واحساس بالظلم
ظلم من جميع المحيطين بي وانتى منهم
يا سيده لا اشعر بالحب نحوها لكنك احساس اكبر من الحب واعمق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
همسه
كم اشعر بالقساوة؟
اريدك ان تغسليني من وجعي ومن ظلم الأيام لي
معكى كل شيء يتلاشى واشعر كأني ريشة تطير في الهواء
يتلاشى حزني كل المسافات بيننا
لا اريد ان افقد الأمل لان فقدان الأمل يعني الموت
وهل يذبل من له جذور حية ؟
همست في أذن الوردة : لم أنتى شائكة ؟
ردت بأنفاس عطرة : كي أحمي جمالي من عبث الأيادي الغادرة
سألتها وأنا أدفنها بصدري : أنتى معي في أمان
انفتحت وريقاتها حبا : الورد يحمي الورد
ضحكت لقولها وتناثرت في الهواء نسمة عبقة من خدودها الناعمة
سألتني : وأنت ؟ أين أشواكك ؟
داعبت وريقاتها بهمس يقطر أسى : هي أحزان تفترش طرقات وجعي
تلتهمني حينا ولاتطفو الا كما تكشف قطة مسالمة عن مخالبها ساعة
الاحساس بالخطر
التصقت الوردة بي أكثر : ألك جذور مثلي ؟
بنفس القدر من الحب أجبت : جذوري حنين وأشواق دفينة
ساد بيننا صمت مسافة حالمة تفتحت أوراقها وأريجها يداعب
هوائي حانيا تنسمته بعيون مغمضة أحسستها عبيرا ومرهفة
خفت عليها من أصابع الريح المجنونة داعبتها بصمت أنصت لنبضها
وكنت موقنا أنها تسمعني
قالت لي كما لو لتذكرني بوعد قد نسيته : لاتذبلني
أشفقت على نفسي من الرد وعليها من حماقات الريح وعبث المصير
تعمدت الابتسام وقلت لها : ظلي بداخلي اذن
سمعتها تضحك تلاشت أشواكها توهجت ألوانها بزهر حلم
توسدته روحي ووريقاتها الناعمة تهدهدني كطفل يوشك أن ينام
وصوتها الرقيق الرقيق جدا يصلني معزوفة لحن جميل
بقولها
وهل يذبل من له جذور حية ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2009
محاسب محمد حامد