ان الحب متنوع الصور والاشكال والاهداف
وتختلط الامور علي الكثير فلا يستطيعون التفرقه بين نوع من الشعور او الاحساس واخر يتشابه معه
وبرغم هذا الاختلاف فان هذه الصور جميعها يلفها دخان من ضباب المشاعر والاحاسيس
يميل بالانسان نحو انسان اخر
فالاشاره الاولي في طريق الحب هي الميلاو الانجذاب او الارتياح لشخص اخر
وليس هناك في الميل والانجذاب او الارتياح اي اشاره اخري الي نوع الحب
فالميل قد يكون للمظهر المريح او للرغبه الجسديه او لصفه يتميز بها الشخص
وهذا الميل هو نوع من الحب لكنه حب محدود بهدف او بمثير يحرك المشاعر والاحاسيس
وفي كل هذه الاحوال يشيع القول باننا امام حاله حب اوتجربه حب
ولان هذه الانواع مرتبطه بخاصيه الاشباع فانها تزول تدريجيا لان الحب هنا هو احتياج لما عند المحبوب
سواء كان ما عند المحبوب مالا او جمالا او جاذبيه جنسيه او غير ذلك من المشاعر والاحاسيس القابله للتشبع
ومثل هذه المشاعر والاحاسيس قصيره الاجل ترتبط ارتباطا عضويا بتحقيق الهدف
وكثيرا ما يختلط الامر علي الناس فيصابون بفزع ينفجر في نفوسهم بانه لم يعد هناك حب
فالحب قد انتهي وكنا نظنه لا ينتهي
لكن لاأحدا لا يدرك ان مثل هذا الحب يرتبط وجوده بتحقق الغرض منه
فهو تعطش الي ما عند المحبوب وحين يرتوي الجسد مثلا يبدا التعطش في التضاول والضمور
ولا يبدو المطلوب مرغوبا بالدرجه نفسها قبل الارتواء سواء كان الارتواء بالجنس او بالمال
او بغير ذلك من المظاهر التي يتعطش اليها ذلك المحب
وهذه الانواع شائعه بين الناس تحمل لافته الحب
ولذلك نسمع من يقول ليس هناك حب في هذه الايام
وهو يقولها لانه يشاهد البدايات والنهايات بينما يستقر في الوعي العاطفي عنده ان الحب لا يموت
والكثره الغالبه والمعروفه من قصص الحبهي من هذا النوع يتداولها الناس ويلونون حكاياتها وسير اشخاصها
لانها غالبا ما تكون معلنه وصريحه علي مراي ومسمع من الجميع وعلي الجانب الاخر من نهر الحب
هناك المحبون الصامتون الذين يحبون ولا يبوحون او يتكلمون
ربما يعجزون عن الكلام او عن التعبير او ربما يتلعثمون ويرتبكون وترتعش شفاههم خوفا واضطرابا
بينما ضربات القلب تتلاحق ايذانا بفتح ستار يستعصي علي الانفراج
فما الذي يجرى في جوانحهم ويسري في اوصالهم؟
ما الذي يجعل السنتهم تلتف حول نفسها عاجزه عن النطق احيانا؟
تنفلت الكلمات سكري من بين شفاه مرتعشه بحروف متكسره
انهم عاجزون عن البوح بذلك الهوي المجنون في قلوبهم هربا من تلك القوه العاتيه التي تعصف بكيانهم
انهم هولاء الناس الذين يميلون وينجذبون دون ان يعرفوا لماذا يميلون او ينجذبون
كانما الريح العاصف ياخذهم الي حيث لا يعلمون فيخشون البوح بما يشعرون
حتي لا يدخلهم الاخرون في زمره المندفعين نحو الجنس او المال لا شيء عندهم من هذا او ذاك
ليس عندهم هدف كلا ولا عندهم شوق الي الارتواء كلا ولا صرخت اجسادهم عطشا
وقد لا يدري المحبوب من امر محبه شيئا
فالمحب يتردد في البوح وقد يخيل اليه ان الإفصاح فيه استهانه بمشاعره
او انه طريق لاستضعافه فيلجا الي رسائل غامضه غير موقعه ممزقا بين البوح والكتمان
وحينما يبدا البوح فان المحبوب قد يكون لديه الشعور والمخاوف نفسها فتهدا نفسه ويستقر امره
وتتدفق مشاعره مثل شلال ماء نحو من يحب
وفي مثل هذه الاحوال يبقي الحب ربما خفيا عن الاخرين
حتي لا يسيئوا تاويله وحتي لا يدرجوه تحت لافتات الحب المرتبط بهدف
والذين يدارون حبهم بعد انكشافه فيما بينهم يكونون اسعد المحبين لان مشاعرهم محصوره بينهما
وليست متداوله بين الاصدقاء والمعارف يضيفون اليها او ينتقصون منها
ويصبح مجري البوح محصورا فقط بين الحبيب والمحبوب وقد لا يدري بهما احد علي الاطلاق
لانهما حريصان علي التخفي بعيدا عن العيون وعن المسامع والسنه الاخرين
لذلك نسمع كثيرا من يقول : لا يوجد حب
وهو يقول ذلك لان الحب المعلن القصير الاجل والمرتبط بهدف هو الشائع وهو الذي يتحدث عنه الناس
في حين ان الحب الحقيقي اي الذي لا يرتبط بهدف موجود بكثره لكنه يكمن في القلوب بعيدا عن العيون
وعن القيل والقال فلا يدركه احد اي ان الحب موجود بشقيه سواء كان بهدف او بغير هدف
فقد يصبح الحب القصير مخفيا وقد يصبح الحب الحقيقي معلنا لاسباب وظروف مختلفه
لكن السوال المثير هو
كيف يتم التمييز بين حب موقوت بهدف وحب دائم بلا هدف؟
و كيف تكتشف المراه بالذات انها امام رجل يحبها حقا وليس امام عابر سبيل؟
انها مشكله شائكه لان ادوات التعبير عن الحب بكل انواعه تكاد تكون واحده
كلمات ناعمه احيانا تدغدغ المشاعر وكلمات ساخنه احيانا اخري تدغدغ الاحاسيس
وكلها كلمات تصعد بالمراه الي مشارف دنيا ساحره تنجذب اليها دون ان تعلم انها مثل الفراشه
تنجذب الي الرحيق بالشوق نفسه الي الحريق او تدور بكل كيانها دورات متلاحقه حول وهج لا فرق فيه بين نار ونور
فهناك فرق بين الذين يحبون حبا وقتيا واولئك الذين يحبون حبا دائما
او بعباره اخري بين اصحاب الكلام المعسول واصحاب الكلام المغسول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من القلب ألى القلب
في أرواحنا في زوايا قلوبنا
هناك عبارات وهمسات مع الزمن بقيت حبيسة
عجزت ألسنتنا عن قولها وإحتارت أقلامنا في كتابتها
ربما تكون رسائل شوق لمن أحبتهم قلوبنا
بقيت سجينة في نفوسنا والآن حان الوقت
لنرسمها بنبض قلوبنا
من القـــــــــلب الى القـــــــــلب
ولو بهمسة واحدة بقيت سجينة في قلوبكم
وأحببتم أن تكتبوها هنا لتكون رسالة صادقه
تصل الى ذلك القلب
المنتظر لحرف يشفي جراحه ويزيل همومه
من القـــــــــلب الى القـــــــــلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه كانت رسالة الى كل من يشككون فى وجوديه الحب والتفسير لهذا الشك
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2010
محاسب محمد حامد